rozlene
عدد المساهمات : 141 تاريخ التسجيل : 31/01/2011
| موضوع: الهليون :قصة قصيرة الأربعاء ديسمبر 14, 2011 12:16 pm | |
| Salem Aeshan قصة قصيرة بقلم / سليم عوض عيشان ( علاونه ) غزة الصمود والمحبة . +++++++++++++++ " [color:1c8d=blue]الهليون " ( الجزء الثالث ) والأخير ======================== تنويه لا بد منه : شخصية بطل النص ... هي شخصية حقيقية .. وليست من وحي الخيال .. وكذلك الأحداث التي تم سردها في النص .. وليس من فضل للكاتب على النص .. سوى الصياغة الأدبية فحسب . ----------------------------------- " الهليون " ( الجزء الثالث ) والأخير ======================== عاد الكثيرون بذاكراتهم على الوراء .. وأخذوا يقارنون الحقائق والوقائع مع المعطيات الجديدة .. وتساءلوا : - لماذا كان جميع رجال المقاومة في المخيم يقعون في أيدي القوات الإسرائيلية المحتلة .. إما أسرى .. أو شهداء وذلك خلال عقدين من الزمن ؟؟!! - لماذا كانت معظم خططهم .. بل لعلها كلها .. لماذا كانت تبوء بالفشل ، حتى وقبل أن يقوم رجال المقاومة بالتنفيذ ؟؟!! - لماذا كان " الهليون " في أحيانٍ كثيرة يظهر الود والاحتضان لكثير من رجال المقاومة .. ويعرض عليهم خدماته ويخبئهم في بيته في بعض الأحيان ؟؟!!.. خاصة وأن معظم تجمعاتهم وانطلاقاتهم كانت من نفس المنطقة التي يقطن فيها " الهليون " ؟؟!! . - التساؤل الأهم .. كيف حدث اجتياح " الفيلا الفخمة " والتي تقع وسط الحيّ الراقي في منطقة الرمال ، والتي كان يلجأ إليها محمد الأسود " جيفارا غزة " .. والتي كان من المقرر أن يغادرها " جيفارا " مع بعض رجاله الأوفياء والمقربين من رجال المقاومة ، حيث أن موعد الهجوم والاجتياح الإسرائيلي وقتل الرجال الثلاثة .. كان هو نفس التوقيت بالضبط وفي نفس اللحظة الموعودة التي كان من المقرر فيها أن يغادر " جيفارا " ورجاله المخبأ في " الفيلا " .. إلى مخبأٍ آخر جديد في مخيم الشاطئ ... يقع قريباً من مكان سكنى " الهليون " ؟؟!! وتساءل الجميع أيضاً هل جاء اسم " الهليون " تحويراً لاسمه الحقيقي " دافيد هيلين " وليس تشبهاً باسم النبتة الطرية اللدنة المسماة بنفس الاسم والتي تتصف بالليونة والطراوة واللين ؟؟!! . بدوري .. ومع الجميع .. كنت أردد في نفسي : " هل كان " الهليون " يرفض وبإصرار عجيب تناول طعام المسلمين خلال القيام بمهامه في العمل في منازلهم في المخيم ... لأنه يهودي ؟؟!! .. وهل كان يرفض تناول الطعام خشية أن يدس له أحد ما السم في الطعام فيقتله ؟؟!! .. أم تراها توصيات من قيادته يقوم بتنفيذها حرفياً ؟؟!! . هل كان السر يكمن في تلك الأيام التي كان يتغيب فيها " الهليون " عن المخيم .. ويقضيها في مكان ما ؟؟!! هل كان السر يكمن في تلك الساعات اليدوية الغريبة التي كان " الهليون " يقتنيها ويضعها في رسغه دوماً ؟؟!! فهل كانت هي وسيلة الاتصال مع قيادته ؟؟!! هل تم طي ملف " الهليون " في حينه ؟؟ وهل دفن سره باستشهاد " جيفارا غزة " الذي كان يتولى الملف المشبوه ؟؟!! .. فدفن الملف .. في نفس الوقت الذي تم فيه دفن جثمان الشهيد " جيفارا " ؟؟!! . وثمة سر آخر رهيب .. يضاف إلى اللغز الكبير للرجل .. فلم يتبادر إلى ذهن أحد من الجيران أن يقوم بمعرفة سر الرجل في حينه .. عند وفاته .. لأن الجميع كانوا يعتقدون بأن ليس للرجل سر أو أسرار .. وأنه مجرد رجل " غلبان " ، بائس ، فقير ومسكين .. يعيش في الظل وعلى هامش الحياة .. و " مقطوع من شجرة " ؟؟!!. بل لم يفكر أي أحد بالاستيلاء على محتويات المنزل .. لأنها في نظر الجميع كانت لا تساوي ثمن مخاطرة الدخول إلى المكان العفن .. الذي تفوح منه رائحة العفونة والموت .. ولم يفكر أحد بالمجازفة للدخول في جو الحجرة الخانق .. وعلى اعتبار أن الرجل لا أسرار له .. ولا محتويات لديه ذات قيمة ؟؟!! . لم يطرأ إلى ذهن أحدهم بأن أحداً ما .. قد قام بالفعل بتلك المخاطرة والمجازفة .. وبطريقة غامضة .. وقام بالاستيلاء على محتويات المنزل وأسراره ؟؟!! . * * * في صبيحة اليوم التالي ... وبعد مشاهدة العديد من أبناء المخيم والمناطق المجاورة للشريط التلفزيوني في الليلة السابقة .. كانت الجموع الغفيرة تتجه صوب المقبرة .. لتتأكد من حقيقة الأمر .. وحقيقة استيلاء قوات العدو من " الكوماندوز " في حينه على جثة ضابطهم الرفيع " دافيد هيلين " أو .. " الهليون " . اندفعت الجموع الحاشدة صوب المقبرة ، راحوا يبحثون عن قبر " الهليون " ، كان قد مضى طويل وقت على وفاة " الهليون " .. ولم يعثر أحد على قبره المهمل ، ولم يستدل عليه أحد . قرروا الاستعانة بحارس المقبرة ، استدعوه إلى مكان التجمع ، حضر الحارس على عجل ، طلبوا منه أن يدلهم على قبر " الهليون " ، وذلك بحكم معرفته بمواقع القبور في المقبرة ، فهو الذي يتولى حفر القبور ودفن الموتى في العادة في المقبرة ، أخبرهم الحارس بأنه لم يتولَ أمر الحراسة والدفن في المقبرة سوى منذ سنوات قلائل ، وأشار إلى أن والده العجوز .. الحارس السابق للمقبرة ، لا بد وأنه يعرف مكان القبر المطلوب .. فهو يحفظ مواقع القبور عن ظهر قلب . سارع الجميع باستدعاء الحارس القديم ، خرج الرجل العجوز من منزله الملاصق للمقبرة .. بل الذي هو جزء مقتطع من المقبرة من الناحية الشمالية , خرج الرجل العجوز يتوكأ على عصاه , يساعده في السير بعض أبنائه وأحفاده ... يتعثر في مشيته وهو يتحسس الطريق ويستكشفها بعصاه بعد أن فقد الجزء الكبير من بصره .. وأصبح شبه كفيف .. أخبروه بمطلبهم , سرح بفكره طويلاً .. صمت طويلاً .. سيطر على المكان صمت مطبق كصمت القبور .. كرروا عليه السؤال مرة أخرى .. تابع الصمت .. والذهول . أخيراً .. أخيراً جداً .. نطق الرجل ... وراح يذيع عليهم .. السر . حدثهم بحقيقة الأمر .. أخبرهم بأنه في تلك الليلة التي كانت فيها طائرة " الهليوكبتر " تحوم في السماء .. توقفت في الهواء فوق المقبرة للحظات .. نزل منها رجال " الكوماندوز " الإسرائيليين .. أخبر الجميع بأنه عندما سمع الأصوات في تلك الليلة حاول الخروج من منزله لاستطلاع الأمر , عنفه ووبخه الجنود بعنف .. صرخوا عليه بقوة .. أمروه بالعودة السريعة إلى منزله فوراً .. وإلا .. فالموت ينتظره .. راح الحارس يراقب الأمر من خلال ثقوب جدران منزله المتواضع . شاهدهم يتجهون ناحية قبر " الهليون " .. أزاحوا الحجارة عن سطح القبر ، قام العديد منهم بالحفر .. أخرجوا الجثة ، ثم قام الضابط المسؤول باستدعاء الحارس على عجل .. ولم يكن بوسع الحارس سوى الانصياع للأمر . طلب منه قائد الوحدة ردم الحفرة . وإعادة وضع الحجارة على القبر ، لأنهم أتموا المهمة الموكلة إليهم ، ولأنه لم يتبق لديهم الوقت لكي يقوموا بردم حفرة القبر بالتراب ووضع الحجارة عليها .. بينما أخذ الضابط والجنود يغادرون المكان إلى الطائرة العمودية .. يرفعون الجثة على الحبال القوية الطويلة المدلاة من الطائرة .. وليصعد الجميع إلى الطائرة في النهاية . أخبرهم الحارس العجوز بأنه قام بإعادة البلاط الكبير فوق حفرة القبر الفارغة بعد أن استولى الجنود على جثة " الهليون " .. ثم ملأ الحفرة بالتراب .. وقام بوضع الحجارة عليها لتعود قبراً كما كانت عليه قبل استيلاء الجنود على الجثة .. فأصبح قبراً بلا جثة ؟؟!! ؟ وقف الجميع مشدوهين .. إذن .. فلقد قامت قوات " الكوماندوز " المحمولة جواً في حينه بالاستيلاء على جثة " الهليون " .. وليس على جثث أبنائهم الشهداء كما اعتقدوا يومها . صرخ رجل من الحاضرين : - ولكن أين قبر " الهليون " ؟؟؟ نريد أن نتأكد من الأمر ... نريد أن نتأكد بأن القبر خالٍ بالفعل من الجثة .. جثة " الهليون " . أومأ العجوز برأسه للرجال أن يتبعوه ؟؟ سار الرجل العجوز ببطء شديد .. راح يجوس بين القبور بتثاقل وهو يتوكأ على عصاه متعثراً , وصل ناحية قبر ما بعد طول عناء .. أشار إليهم ناحية القبر متمتماً بهدوء وبصوت متهدج : - أظنه هذا .. اقترب الرجال حيث أشار العجوز .. نظروا ناحية القبر الذي كان يشير إليه بعصاه .. قرأوا اسم المتوفَى .. لم يكن " الهليون " .. كان رجلاً آخر ؟؟!! . أخبروا العجوز بالأمر .. أفهموه بأن القبر الذي أشار إليه لم يكن هو قبر " الهليون " ؟! . صمت الرجل طويلاً .. سرح بفكره من جديد .. تحرك من مكانه لينتقل على مكان آخر من المقبرة .. سار الجميع من خلفه .. توقف العجوز مرة أخرى .. أشار لهم ناحية قبر مهدم .. خاطبهم بصوت متعب ومرهق : - أظنه هذا .. أزاح بعض الرجال الغبار والتراب المتراكم على سطح القبر .. قرأوا اسم المتوفَى .. كانت امرأة ؟؟!! .. أخبروا الحارس العجوز بالأمر .. صمت العجوز طويلاً .. سرح بفكره من جديد . تحرك من مكانه ببطء شديد ليذهب إلى مكان آخر من المقبرة الكبيرة الواسعة .. سار الجميع من خلفه .. توقف الرجل مرة أخرى .. حاول أن يدقق النظر بشدة في القبر الذي توقف أمامه .. راح يقدح زناد فكره المجهد المشتت .. أشار ناحية القبر .. تمتم بصوت متهدج : - أعتقد بأنه هو .. دقق الرجال النظر حيث أشار العجوز .. قرأ أحدهم اسم المتوفَى .. كان القبر لطفل صغير لم يتعد العاشرة من العمر ؟؟!!.. أخبره الرجال بالأمر .. صمت العجوز طويلاً .. سرح بفكره .. ساد الصمت والوجوم المكان .. تحرك العجوز من مكانه .. انتقل إلى مكان آخر في المقبرة الواسعة الكبيرة .. أشار إلى قبر آخر .. تأكد الرجال بعد وقت قصير بأنه ليس القبر المطلوب .. ليس قبر " الهليون " .. توسطت الشمس كبد السماء .. اليوم صيفي حار ملتهب .. تصبب العرق غزيراً من وجوه الجميع .. ومن أجسادهم .. وما زال الحارس العجوز يتنقل بين القبور المترامية .. يشير إلى إحداها ..ولا يلبث الجميع أن يؤكدوا له بأنه ليس هو .. مالت الشمس نحو الغروب .. والعجوز ما زال يتنقل بين القبور .. ويشير إلى إحداها .. والقوم من حوله . انحدرت الشمس .. احتجبت في خدرها .. العجوز ما زال يسير وسط الجموع الحاشدة في المقبرة .. ويشير إلى قبر جديد . أشرقت الشمس ليوم جديد ... والعجوز ما زال يجوس بين القبور .. والقوم من حوله .. العجوز يشير ناحية قبر جديد .. فيخبرونه من جديد بأنه ليس القبر المطلوب .. أشرقت شمس يوم جديد .. وآخر .. وآخر .. و ... ولا زال الرجل العجوز .. يسير بين القبور ومن حوله القوم .. يبحثون عن قبر " الهليون " ؟؟!! (( انتهى النص .. وما زال القوم يبحثون ؟؟!! ))
| |
|
أأمل فى حب الله Admin
عدد المساهمات : 225 تاريخ التسجيل : 20/01/2011 العمر : 36 الموقع : مصر
| موضوع: رد: الهليون :قصة قصيرة الخميس ديسمبر 15, 2011 10:20 am | |
| | |
|