رجعت ابنتي من المدرسة البارحة وفي يدها سمكة من الورق قاموا بصنعها في القسم ولما سألتها ما بيدها قلت أنهم صنعوها خصيصا لاول يوم من شهر أفريل ...فهمت قصدها ولكن سألتها لما تفعلون ذلك ؟ردت عليا ببرأة فقط لنتسلي !!!ماما تعالي نفكر في كذبة أداهم بها اصدقائي يوم 1 أفريل ؟ هكذا هنا في فرنسا من لا شيء يصنعون إحتفالا ...فمن عيد الأمهات إلي عيد الحب إلي احتفلات بكذبة أفريل...قال (عليه الصلاة و السلام ): (كان علي بن الحسين يقول لولده: اتقوا الكذب، الصغير منه والكبير، في كل جد وهزل، فإن الرجل إذا كذب في الصغير، اجترأ على الكبير، أما علمتم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم )قال: ما يزال العبد يصدق حتى يكتبه الله صديقا، وما يزال العبد يكذب حتى يكتبه الله كذابا)(1 الكافي).
إلي "باك " =(يشترون الشكولات وتكون في شتي القوالب يخفونها في الحديقة ويرسلون ابنائهم يبحثون عنها )
واليوم ينقلون إحتفلاتهم لابنائنا ويعلمونهم ما يخل بشعائر ديننا ...فيحللون الكذب "الأبيض"
لمزاح والضحك علي بعضهم البعض .
قال تعالى: ((إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله، وأولئك هم الكاذبون ))(النحل: 105).
ايها المغتربون :
علموا شعائر دينكم لابنائكم منذ الصغر حتي لا تعديهم أفكار الغربيين
فبنأنا أمانة وتربيتهم تربية إسلامية ونحن نعيش في أوطان شعوبهم جلهم ملحدون فاليوم ابنتي بدافع جهلها
اضرار الكذب قالت ببرأة وأنا أفسر لها أن الكذب حرام وأن الله نهانا عن الكذب وقال جل شانه وعلي في سورة غافر28:40
"إن الله لا يهدى من هو مسرف كذاب". بانها لا تفعل ذلك لتغضب الله عز شانه وعلي ولكنها لمجرد اللعب مع زميلاتها !!!
افهمتها أن الكذب من صفات المنافقين وأنها تسطيع أن تلعب وتمازح صديقاتها ولكن
بادب ودون أن خلق الأكاذيب
فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم في حديث شريف : ("أنا زعيم ببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً" )
فان كان الله ورسوله صلي الله عليه و سلم نهانا عنه في ذلك حكمة وموعضة وفائدة للمسلمين
قال جل شانه: "(إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّهِ)(النحل)
ولا ألوم ابنتي فقط علي بحثها عن كذبة لشهر أفريل بل أن
صار الكذب متفشي في المجتمعات الأسلامية لم يعد يخلوا كلامنا اليومي فيما بيننا أحيانا من الكذب ...
فالكاذب لا يحبه الله ولا رسوله صلي الله عليه وسلم وقد توعد المصطفي الكريم صلي الله عليه وسلم الكذاب في هذا الحديث الشريف
"ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك القوم، ويل له ويل له" .
وقال عليه السلام : "ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: شيخ زان
( أي رجل كبير السن يرتكب هذه الفاحشة الكبيرة وهذه المصيبة) وملك كذاب
(لأنه في وضع لا يجب أن يكذب) وعائل مستكبر" (10).
فما حالنا ونحن كل حديث نتفوه به نصفه كذب أبيض كان أو أسود ...؟!!!وزادت علينا قشور الحضارة
الغرب بادخالهم يوم يحلل فيه الكذب في شهر أفريل ؟!!!
(وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ) [النحل:116]
خفت علي ابنتي من أن يتعود لسانها الكذب فيفسده ثم يسري إلي جوارحها فيفسد عليها عملها
كما أفسد علي لسانها أقوالها فيستبد بها الكذب ولا يبارح فاها ولا أعملهاو لا أقوالها وتشتهر بين زميلاتها
وتصبح بكناية هذه هي "الكذابة " وتكتب لا سمح الله عند الله كذابة .قال الله تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً) [الأنعام:21].
أخي أختي في الله
عود لسانك قول الخير تحظ به *** إن اللسان لما عودت معتادموكل بتقاضي ما سننت له *** فاختر لنفسك وانظر كيف ترتاد!!!!!!!!!!!!لا يكذب المرء إلاّ من مهانته *** أو مفعلة السوء أو من قلة الأدب
ابنتي الحبيبة ...
اخوتي في الله عودوا أنفسكم الصدق في القول والعمل والإخلاص لله وحده ولرسوله الكريم صلي الله عليه وسلم
ولا تغركم حضاراتهم ولا معتقداتهم ...فالكذب وسيلة ليصلوا بها إلي ماربهم فالكذب مثل السراب تراه من بعيد يتلئلل ويلمع ولكن عند إقترابك منه
لا تجد شيئا فما هو إلا خدعة ومماطلة لتغطية الحقيقة فابتعد عنه قدر المستطاع وانفر منه حتي لا يلوث حياتك
ولا تنسي أن يوم البعث ستجازي عما اقترفته فلا تكوني بنيتي ..أخيتي ...أخي
مما قال فيهم عز قائل :{وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ}سورة الزمر: من الآية 60
فامل أني أفدتكي بنيتي ...أخيتي ...أخي فيفي نصحي اليكم هداية فمن اليوم قاطع (كذبة أفريل ).
اللهم طهر قلبي من النفاق ولساني من الكذب وعملي من الرياء وعيني من الخيانة
اللهم ثبت قلبي علي دينك
اللهم استرنا فوق الآرض و تحت الأرض ويوم العرض عليك
من مواضيع أختكم في الله مؤمنة